الشَّيخ مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله ودعوته
بقلم :
حسن بوقليل حفظه الله
ليسانس شريعة – الجزائر
بقلم :
حسن بوقليل حفظه الله
ليسانس شريعة – الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من سنن الله عزوجل الكونية أن يترك الإنسانُ آثاره في الأرض بعد موته ، وكل على حسب ما قدم في دنياه ، وإن من صلاح الرجل أن يورِّث علمًا ينتفع به ، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : " إذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلَهُ إلاَّ منْ ثَلاَثَةٍ : إلاَّ صَدَقَةَ جَارِيَةٍ ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بهِ ، أوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدْعُو لَهُ " (1) .
وإنَّ العالم إذا قبضه الله عزَّوجل فإن الأرض تُنقَص من أطرفها ، قال تعالى : " أو لَــمْ يَرَوْا أنَّا نَأتِــى الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا " [ الرعد : 41 ]
، قال ابن عباس رضي الله عنهما موت علمائها وفقهائها (2)
ومن علماء هذا العصر الَّذين تأثرت النَّاس بموته : الشَّيخ المحدث أبو عبد الرحمن مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله .
ترجمة الشَّيخ الوادعى :
هو العلاَّمة المحدِّث ، المجاهد ، مجدِّد الدَّعوة السَّلفية باليمن : الشَّيخُ مُقبل بن هادي بن مقبل بن قائِدة الهَمْداني الوادِعيُّ ، من قبيلة آل راشِد رحمه الله .
ولد الشَّيخ مقبل في دماج سنة 1352 هـــــ تخمينًا ونشأ يتيمًا ، فاعتنت به والدتُه ، وهيَّأته لطلب العلم منذ صغره .
طلبه العلم :
طلب العلمَ باليمن ، ثمَّ بمعهد الحرم المكِّي ، ثمَّ بكلِّية أصول الدِّين بالجامعة الإسلاميَّة انتظامًا ، وبكلية الشَّريعة انتسابًا ، فحصَل على الشَّهادة العالِميَّة [ الماجستير ] بتحقيقه لــــ : الإلزامات والتتبع للدارقطني .
ثمَّ أقبل على كتب السُّنة ، والتَّفسير ، وكتب الرِّجال ، ينهَل منها ، ويستمِدُّ منها مؤلَّفاته القيِّمة رحمه الله .
مشايخه :
تتَلمذ الشَّيخُ مُقبلٌ رحمه الله على مشايخَ عدَّةٍ ، كالإمام محمَّد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله ، والإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد بن عبد الله الصُّومالي رحمه الله ، والشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد الأمين الشِّنقيطي رحمه الله ، والشَّيخ حمَّاد بن محمَّد الأنصاري رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد السبيَّل حفظه الله ، والشَّيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله وغيرهم .
رجوع الشَّيخ مقبل إلى بلده :
لما أكمل الشَّيخ مسيره العلمي ببلاد التَّوحيد رجع إلى مسقط رأسه داعيًا ومعلِّمًا (3) ، فأنشأ صرحًا علميًّا بدمَّاج أسماه دار الحديث ، يفد إليه الطلاَّبُ من أنحاءِ العالَم ، للنَّهل من معِينه الصَّافي .
وقام بالدعوة إلى الله خير قيام ، ودعا إلى التَّوحيد ونبذ الشرك ، ونصر الله به السُّنة ، وقمع به البدعة .
وتخرَّج به علماءُ ومشايخُ فضلاءُ ، خدموا الدَّعوة السَّلفية فنفَع الله بهم العبادَ .
مؤلفاته :
ترك الشَّيخ مقبل رحمه الله ثروة علمية هائلة ، في فنونٍ شتى ، منها :
تفسير ابن كثير ، تحقيق وتخريج ، وصل إلى سورة المائدة .
الصَّحيح المسند من أسباب النزول
الجامع الصَّحيح في القَدر
الصَّحيح المسنَد من دلائل النبوَّة
صَعقة الزِّلزال لنَسف أباطيل الرَّفض والاعتزال
السُّيوف الباترة لإلحاد الشُّيوعيَّة الكافرة
رياض الجَنَّةَ في الردِّ على أعداء السُّنة
الطَّليعة في الردِّ على غُلاة الشِّيعة
الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
هذه دعوتنا وعقيدتنا
الصَّحيح المسند مما ليس في الصَّحيحين
تتبع أوهام الحاكم في المستدرك ، التى لم ينبه عليها الذهبي
الإلزامات والتتبع للدارقطني تحقيق ودراسة
المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
الجمع بين الصلاتين في السفر
شرعية الصلاة فى النعال
تحريم الخضاب بالسواد
تحريم تصوير ذوات الأرواح
رثاء الشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
ثناء العلماء عليه :
لقد عرف علماء العصر قدر الشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله فأثنوا عليه بما هو أهل به ، ومن هؤلاء :
الإمام الألباني رحمه الله فكان يصفه بقوله : " أخونا الفاضل الشَّيخ مقبل " ، كما في قوله : " وأما أهل المعرفة بهذا الفن ، فهم لا يشكون في ضعف مثل هذا الحديث ، فهذا هو الشَّيخ الفاضل مقبل الوادعى بن هادى اليماني يقول في تخريجه على ابن كثير (1/513)… " (4) ، وذكره أيضًا في الصحيحة (2/13) (6/738، 794) ، (7/386) .
الإمام ابن باز رحمه الله : فقد ذُكر له انتشار دعوة الشَّيخ مقبل الوادعى في اليمن وغيره فقال : " هذه ثمرة الإخلاص ، هذه ثمرة الإخلاص " (5)
الإمام ابن عثيمين رحمه الله : فقد قال : " الشَّيخ مقبل إمام " فعارضه بعضهم بكلام يطعن به في الشَّيخ ، فقال رحمه الله : " الشَّيخ مقبل إمام ، الشَّيخ مقبل إمام " (6)
الشَّيخ صالح الفوزان حفظه الله : فقد سئل عنه فأجاب : " الشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله درس في هذه البلاد في الجامعة الإسلامية ، وتعلم التَّوحيد ، وذهب إلى اليمن ودعا إلى الله ، دعا إلى التَّوحيد ، فدعوته طيبة ، حسب ما سمعنا ، وحسب ما ترتَّب عليها من الثمرات ، نفع الله به رحمه الله " (7) ووصفه بــــــــــ " عالم جليل " (8)
وفاة الشَّيخ مقبل رحمه الله :
توفي الشَّيخ يوم السبت 30 ربيع الآخر 1445 هــــــــــ (22/07/2001) ، بعد صلاة المغرب في جدة ، وصلى عليه في المسجد الحرام .
جوانب من جهود الشَّيخ في الرد على أهل الباطل :
كان للشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله جهود كبيرة في الرد على أهل الضلال أذكر منها :
ردوده على الشِّيعة :
وكانت قدمهم راشخة فى اليمن ، لكن منذ ظهور دعوة الشَّيخ رحمه الله آلت دعوة الشِّيعة إلى الانحسار (9) ، ومن ردوده عليهم :
صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال
الطليعة في الرد على غلاة الشيعة
الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
ردوده على المخالفين للسُّنَّة :
وكانت كلماته فيهم كالسهم القاتل في كبد ضلالاتهم ، حتى اتهموه لضعف حجَّتهم بالغلو ولقبوه بأشنع الألقاب
ومما كتب الشَّيخ رحمه الله في هذا :
رياض الجنة في الرد على أعداء السنة
الرد على القرضاوى
القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين
إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان
إحياء الشَّيخ مقبل رحمه الله لسنن مهجورة :
إن للبدع عاملاً كبيرًا في محو السُّنن ، و " ما من عام إلاَّ والنَّاسُ يحيُون فيه بدعةً ، ويُميتون فيه سنَّةً ، حتَّى تحيا البِدعُ وتموتَ السُّنن (10) ، وقد كان للشَّيخ مقبل رحمه الله اليد الطولى في إحياء كثير من السنن ، منها :
المسح على الخفَّين ، فالشيعة لا يمسحون على الخفين ، فانتشر ذلك بين أهل اليمن ، إلى أن جاء الشَّيخ رحمه الله فأحيا هذه السنة .
الصلاة على وقتها ، فالشيعة يؤخرون الصلاة إلى آخر الليل ، وانتشر الأمر فى كل بلد حكمه الشيعة ، فأحيا الشَّيخ رحمه الله سنة المحافظة على الصلاة في وقتها .
الصلاة في النعال : وهذه سن مهجورة ، فتجد الواحد يكون في الصحراء مثلا يصلى بغير نعل في حين يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم " خَالِفُوا اليَهُودَ ، فإنَّهم لاَ يُصَلُّونَ في نِعَالِهِمْ وَلا خِفَافِهِمْ " (11)
فكان الشَّيخ رحمه الله يصلى في نعله .
الشَّيخ مقبل رحمه الله ودار الحديث بدماج :
أسسها الشَّيخ رحمه الله في (1399 هــــــ) تقريبًا ، وتدرَّس فيها العلوم الشرعية بمختَلف فنونها ، وعلوم الآلة .
ولما توفيَّ الشَّيخ رحمه الله خلفه عليها تلميذه الشَّيخ يحيي الحَجُوري
وتعتبر هذه الدار من أبرز ما خلفه الشَّيخ ، ولذا حرص الروافض ( الحوثيون ) على تدميرها ، فحاصروا أهلها أكثر من شهرين ، وقطعوا عنهم مؤونة العيش ، وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم ، وقصفوها بكل ما لديهم من أسلحة ، وهذا على مرأى من القنوات العالمية ذات المصداقية المزعومة !!
ولكن الله عزوجل يدافع عن الَّذين آمنوا ، فهزم الروافض الأنجاس شرّ هزيـــمة ، وفُكَّ الحصار عن الطلبة بدار الحديث صانها الله من عمل كل مفسد خبيث .
ويمكنني القول بأن كيد الروافض لــــ دار الحديث هو امتداد لخطتهم في الانتقام من أهل السنة عموما ، ومن الشَّيخ المحدث مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله خصوصا .
فرحم الله الشَّيخ مقبلاً ، وأسكنه فسيح فردوس ، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء (12)
الحواشي :
(1) : رواه مسلم
(2) : انظر الدر المنثور (4/665) ، تفسير الطبري (13/578 – هجر ) ، والحاكم (2/381) ، وقال : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذَّهبي بقوله : طلحة بن عمرو قال أحمد :متروك
(3) : فأين هم طلاب اليوم من هذا ؟! يرحلون إلى بلاد شتى لطلب العلم ، ثم لا يظهر لهم أثر في الدعوة إلى الله ! فالله المستعان .
(4) : الضعيفة (5/95) ، وانظر (13/33)
(5) : البيان الحسن لعبد الحميد الحجوري (ص33)
(6) : البيان الحسن (ص33)
(7) : الإجابات المنهجية الجديدة
(8) : في تقديمه لكتاب إتحاف الأمة بشرح براءة الذمة للشهابي
(9) : وقد وصل بهم الحد إلى محاولة قتله رحمه الله
(10) : رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (125) ، وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 11) ، وابن وضاح في البدع (95) من قول ابن عباس رحمه الله
(11) : رواه أبو داود (652) ، انظر صحيح الجامع (3210)
(12) : انظر في ترجمة الشَّيخ : " البيان الحسن لترجمة الإمام الوادعى وما أحياه من السنن عبد الحميد الحجوري ، الإمام الألمعي مقبل الوادعى أحمد العديني ، وتذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين للشَّيخ ربيع المدخلى ، الشَّيخ مقبل بن هادى الوادعى ودار الحديث بدماج معمر بن عبد الجليل المقدسي ، الشَّيخ مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله عبد العزيز السدحان .
وإنَّ العالم إذا قبضه الله عزَّوجل فإن الأرض تُنقَص من أطرفها ، قال تعالى : " أو لَــمْ يَرَوْا أنَّا نَأتِــى الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا " [ الرعد : 41 ]
، قال ابن عباس رضي الله عنهما موت علمائها وفقهائها (2)
ومن علماء هذا العصر الَّذين تأثرت النَّاس بموته : الشَّيخ المحدث أبو عبد الرحمن مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله .
ترجمة الشَّيخ الوادعى :
هو العلاَّمة المحدِّث ، المجاهد ، مجدِّد الدَّعوة السَّلفية باليمن : الشَّيخُ مُقبل بن هادي بن مقبل بن قائِدة الهَمْداني الوادِعيُّ ، من قبيلة آل راشِد رحمه الله .
ولد الشَّيخ مقبل في دماج سنة 1352 هـــــ تخمينًا ونشأ يتيمًا ، فاعتنت به والدتُه ، وهيَّأته لطلب العلم منذ صغره .
طلبه العلم :
طلب العلمَ باليمن ، ثمَّ بمعهد الحرم المكِّي ، ثمَّ بكلِّية أصول الدِّين بالجامعة الإسلاميَّة انتظامًا ، وبكلية الشَّريعة انتسابًا ، فحصَل على الشَّهادة العالِميَّة [ الماجستير ] بتحقيقه لــــ : الإلزامات والتتبع للدارقطني .
ثمَّ أقبل على كتب السُّنة ، والتَّفسير ، وكتب الرِّجال ، ينهَل منها ، ويستمِدُّ منها مؤلَّفاته القيِّمة رحمه الله .
مشايخه :
تتَلمذ الشَّيخُ مُقبلٌ رحمه الله على مشايخَ عدَّةٍ ، كالإمام محمَّد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله ، والإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد بن عبد الله الصُّومالي رحمه الله ، والشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد الأمين الشِّنقيطي رحمه الله ، والشَّيخ حمَّاد بن محمَّد الأنصاري رحمه الله ، والشَّيخ محمَّد السبيَّل حفظه الله ، والشَّيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله وغيرهم .
رجوع الشَّيخ مقبل إلى بلده :
لما أكمل الشَّيخ مسيره العلمي ببلاد التَّوحيد رجع إلى مسقط رأسه داعيًا ومعلِّمًا (3) ، فأنشأ صرحًا علميًّا بدمَّاج أسماه دار الحديث ، يفد إليه الطلاَّبُ من أنحاءِ العالَم ، للنَّهل من معِينه الصَّافي .
وقام بالدعوة إلى الله خير قيام ، ودعا إلى التَّوحيد ونبذ الشرك ، ونصر الله به السُّنة ، وقمع به البدعة .
وتخرَّج به علماءُ ومشايخُ فضلاءُ ، خدموا الدَّعوة السَّلفية فنفَع الله بهم العبادَ .
مؤلفاته :
ترك الشَّيخ مقبل رحمه الله ثروة علمية هائلة ، في فنونٍ شتى ، منها :
تفسير ابن كثير ، تحقيق وتخريج ، وصل إلى سورة المائدة .
الصَّحيح المسند من أسباب النزول
الجامع الصَّحيح في القَدر
الصَّحيح المسنَد من دلائل النبوَّة
صَعقة الزِّلزال لنَسف أباطيل الرَّفض والاعتزال
السُّيوف الباترة لإلحاد الشُّيوعيَّة الكافرة
رياض الجَنَّةَ في الردِّ على أعداء السُّنة
الطَّليعة في الردِّ على غُلاة الشِّيعة
الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
هذه دعوتنا وعقيدتنا
الصَّحيح المسند مما ليس في الصَّحيحين
تتبع أوهام الحاكم في المستدرك ، التى لم ينبه عليها الذهبي
الإلزامات والتتبع للدارقطني تحقيق ودراسة
المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
الجمع بين الصلاتين في السفر
شرعية الصلاة فى النعال
تحريم الخضاب بالسواد
تحريم تصوير ذوات الأرواح
رثاء الشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
ثناء العلماء عليه :
لقد عرف علماء العصر قدر الشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله فأثنوا عليه بما هو أهل به ، ومن هؤلاء :
الإمام الألباني رحمه الله فكان يصفه بقوله : " أخونا الفاضل الشَّيخ مقبل " ، كما في قوله : " وأما أهل المعرفة بهذا الفن ، فهم لا يشكون في ضعف مثل هذا الحديث ، فهذا هو الشَّيخ الفاضل مقبل الوادعى بن هادى اليماني يقول في تخريجه على ابن كثير (1/513)… " (4) ، وذكره أيضًا في الصحيحة (2/13) (6/738، 794) ، (7/386) .
الإمام ابن باز رحمه الله : فقد ذُكر له انتشار دعوة الشَّيخ مقبل الوادعى في اليمن وغيره فقال : " هذه ثمرة الإخلاص ، هذه ثمرة الإخلاص " (5)
الإمام ابن عثيمين رحمه الله : فقد قال : " الشَّيخ مقبل إمام " فعارضه بعضهم بكلام يطعن به في الشَّيخ ، فقال رحمه الله : " الشَّيخ مقبل إمام ، الشَّيخ مقبل إمام " (6)
الشَّيخ صالح الفوزان حفظه الله : فقد سئل عنه فأجاب : " الشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله درس في هذه البلاد في الجامعة الإسلامية ، وتعلم التَّوحيد ، وذهب إلى اليمن ودعا إلى الله ، دعا إلى التَّوحيد ، فدعوته طيبة ، حسب ما سمعنا ، وحسب ما ترتَّب عليها من الثمرات ، نفع الله به رحمه الله " (7) ووصفه بــــــــــ " عالم جليل " (8)
وفاة الشَّيخ مقبل رحمه الله :
توفي الشَّيخ يوم السبت 30 ربيع الآخر 1445 هــــــــــ (22/07/2001) ، بعد صلاة المغرب في جدة ، وصلى عليه في المسجد الحرام .
جوانب من جهود الشَّيخ في الرد على أهل الباطل :
كان للشَّيخ مقبل الوادعى رحمه الله جهود كبيرة في الرد على أهل الضلال أذكر منها :
ردوده على الشِّيعة :
وكانت قدمهم راشخة فى اليمن ، لكن منذ ظهور دعوة الشَّيخ رحمه الله آلت دعوة الشِّيعة إلى الانحسار (9) ، ومن ردوده عليهم :
صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال
الطليعة في الرد على غلاة الشيعة
الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
ردوده على المخالفين للسُّنَّة :
وكانت كلماته فيهم كالسهم القاتل في كبد ضلالاتهم ، حتى اتهموه لضعف حجَّتهم بالغلو ولقبوه بأشنع الألقاب
ومما كتب الشَّيخ رحمه الله في هذا :
رياض الجنة في الرد على أعداء السنة
الرد على القرضاوى
القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين
إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان
إحياء الشَّيخ مقبل رحمه الله لسنن مهجورة :
إن للبدع عاملاً كبيرًا في محو السُّنن ، و " ما من عام إلاَّ والنَّاسُ يحيُون فيه بدعةً ، ويُميتون فيه سنَّةً ، حتَّى تحيا البِدعُ وتموتَ السُّنن (10) ، وقد كان للشَّيخ مقبل رحمه الله اليد الطولى في إحياء كثير من السنن ، منها :
المسح على الخفَّين ، فالشيعة لا يمسحون على الخفين ، فانتشر ذلك بين أهل اليمن ، إلى أن جاء الشَّيخ رحمه الله فأحيا هذه السنة .
الصلاة على وقتها ، فالشيعة يؤخرون الصلاة إلى آخر الليل ، وانتشر الأمر فى كل بلد حكمه الشيعة ، فأحيا الشَّيخ رحمه الله سنة المحافظة على الصلاة في وقتها .
الصلاة في النعال : وهذه سن مهجورة ، فتجد الواحد يكون في الصحراء مثلا يصلى بغير نعل في حين يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم " خَالِفُوا اليَهُودَ ، فإنَّهم لاَ يُصَلُّونَ في نِعَالِهِمْ وَلا خِفَافِهِمْ " (11)
فكان الشَّيخ رحمه الله يصلى في نعله .
الشَّيخ مقبل رحمه الله ودار الحديث بدماج :
أسسها الشَّيخ رحمه الله في (1399 هــــــ) تقريبًا ، وتدرَّس فيها العلوم الشرعية بمختَلف فنونها ، وعلوم الآلة .
ولما توفيَّ الشَّيخ رحمه الله خلفه عليها تلميذه الشَّيخ يحيي الحَجُوري
وتعتبر هذه الدار من أبرز ما خلفه الشَّيخ ، ولذا حرص الروافض ( الحوثيون ) على تدميرها ، فحاصروا أهلها أكثر من شهرين ، وقطعوا عنهم مؤونة العيش ، وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم ، وقصفوها بكل ما لديهم من أسلحة ، وهذا على مرأى من القنوات العالمية ذات المصداقية المزعومة !!
ولكن الله عزوجل يدافع عن الَّذين آمنوا ، فهزم الروافض الأنجاس شرّ هزيـــمة ، وفُكَّ الحصار عن الطلبة بدار الحديث صانها الله من عمل كل مفسد خبيث .
ويمكنني القول بأن كيد الروافض لــــ دار الحديث هو امتداد لخطتهم في الانتقام من أهل السنة عموما ، ومن الشَّيخ المحدث مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله خصوصا .
فرحم الله الشَّيخ مقبلاً ، وأسكنه فسيح فردوس ، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء (12)
الحواشي :
(1) : رواه مسلم
(2) : انظر الدر المنثور (4/665) ، تفسير الطبري (13/578 – هجر ) ، والحاكم (2/381) ، وقال : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذَّهبي بقوله : طلحة بن عمرو قال أحمد :متروك
(3) : فأين هم طلاب اليوم من هذا ؟! يرحلون إلى بلاد شتى لطلب العلم ، ثم لا يظهر لهم أثر في الدعوة إلى الله ! فالله المستعان .
(4) : الضعيفة (5/95) ، وانظر (13/33)
(5) : البيان الحسن لعبد الحميد الحجوري (ص33)
(6) : البيان الحسن (ص33)
(7) : الإجابات المنهجية الجديدة
(8) : في تقديمه لكتاب إتحاف الأمة بشرح براءة الذمة للشهابي
(9) : وقد وصل بهم الحد إلى محاولة قتله رحمه الله
(10) : رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (125) ، وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 11) ، وابن وضاح في البدع (95) من قول ابن عباس رحمه الله
(11) : رواه أبو داود (652) ، انظر صحيح الجامع (3210)
(12) : انظر في ترجمة الشَّيخ : " البيان الحسن لترجمة الإمام الوادعى وما أحياه من السنن عبد الحميد الحجوري ، الإمام الألمعي مقبل الوادعى أحمد العديني ، وتذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين للشَّيخ ربيع المدخلى ، الشَّيخ مقبل بن هادى الوادعى ودار الحديث بدماج معمر بن عبد الجليل المقدسي ، الشَّيخ مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله عبد العزيز السدحان .
المصدر : العدد الثَّامن والعشرون لمجلتنا الغراء: " الإصلاح " – الجزائر
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
رحم الله الشيخ مقبل كان امام من ائمة الاسلام
رحمه الله فمثله قليل في هذا الزمان
رغم فقره الا انه استطاع ان ينشيء احدى اهم المدارس التي تخرج الا لاف من طلاب العلم سنويا من كل انحاؤ العالم