رمضان يجمعنا وخلك شقي خاص برمضان

رمضان كريم، كل عام وانتم بخير، مبارك عليكم الشهر..على مثل هذه العبارات تربينا ونشأنا، وكما كانت لهذه العبارات قيمة كبيرة في التربية وخلق ثقافة الصائم لدينا، فإن كلمة اليوم وقعها الخاص والمؤثر أيضا، لذا اجتهد الأذكياء من الإعلاميين في صياغة أجمل العبارات وأبهرها، وأسهلها تلقيا وانتشارا، ليروجو بها بضاعتهم المزجاة، ولأنه جميل المحيا، رقيق العواطف، مسالم الروح، كريم الصفات، استغل استغلالا خارجا عن قانون الانسانية، فبينما يجوع الفقير، ويبكي اليتيم، ويصمت سقف البيوت المهلهلة، منتظرا ايام الله المعدودة، تقابل دهشة ارواحهم الثملة للماء والحياة والحنان، تقابل بصخب الامواج الهائلة من نشاز إعلامي مستميت في تحقيق اكبر رصيد ربحي فقط! فرمضان لايحلو الا مع ذا الشراب ولايقبل الا مع لفائف السمبوسة الفلانية، ورمضان لايجمعنا الا على القناة الفلانية، او على المسلسل الفلاني، والبرنامج العلاني، وهلم جرا..
وأمام هجمة أخلاقية منظمة كهذه، لخلق جيل لايفكر الا في نفسه، وملذاته، وكيف يشبعها، جيل لايكبر الا وتصغر معه القيم المعنوية للصيام، وآثاره الايجابية، الروحية منها والاجتماعية، وامام كل هذه التبعيات، لايمكنني أن أصف المتلقين الصامتين، على اختلاف مشاربهم، الا بالواقفين في طابور واحد، بانتظار مصير يجمعهم، ففي طابور الجوعى الفارغين، امام الملايين من الاعلانات التجارية، نقف دون ان نكلف عقولنا السؤوال، او الجواب، لماذا نحن هنا؟ لماذا نحن بالذات؟ لم الاصغاء التام، والطاعة العمياء؟ الا نقول كلمتنا؟ اليس لنا حق الاختيار، الرفض، الامبالاة؟ لقد حملوا عنا تكاليف الاجوبة، فالاسئلة باتت مهمة لمن يشتغل بتحصيل القيمة الذاتية لنفسه ومجتمعه، ونحن لاقيمة لنا، لاننا دواب الله تمشي على الارض، وحسب، فكما فصلوا لنا الملابس، واختاروا لنا صنوف الطعام، والشراب، والتي أرغمونا على استطيابها رغم أنوفنا، فما العيب وأين المشكلة في ان يصمموا لنا حواسيب تعمل بنظام الكتروني جديد، لايصب في مصلحتهم، مادمنا لن نقول لا، او حتى سنفكر في الامر!
ولأنها الأفكار هي من تبني ثقافة الفرد ومن ثم المجتمعات، كان ولابد من احتلالها بالكامل وبالطرق السليمة الطريفة، وتقديم الرؤية المناسبة لمشاريعهم المستقبلية، فحشيت العقول من منافذ عدة، من الفم والفرجاو حتى الرئتيين، المهم ان يسد الفراغ والذي ارتضيناه لانفسنا، ارتضينا استسلام عقولنا لفكر اللذة، استسلام قبل اعلان بدء الهدنة او نهاية الحرب…
إن يقظة الشعور، ولحظات من التأمل والتفكير، هو مانحتاجه لنقابل به كل فكرة جديدة تعرض علينا، حتى لو كانت جذابة في بدايتها وفي مظهرها الخارجي.
لنعمل عقولنا، بدلا من أن يعملوا فيها، ولنكن أذكى منهم، ونكمل العبارة التي اختزلوها لأنفسهم، وتركوها بلا عنوان، ليكن رمضان يجمعنا على الخير، والبر، والتقوى، والاحسان، وصلة الرحم، والعفو، والتسامح، والسلام، والوحدة، والتضامن، ليكن شهر التوبة والعمل والنشاط، شهر الفقراء، وكلنا فقراء الى الله، لنكن شمعة في الظلام، شمعة لنا، وللاخرين، فالخيرية لم تعدم فينا، ولتكن الايام المقبلة، بداية لكل خير ونهاية لكل شر…
ولعلي هنا ألقي بظلال حرقتي على إعلان ظهر على إحدى الفضائيات، وهو إعلان عن افتتاح محطة خاصة ب‘حدى المطربين الخليجين، وكان شعارها في ذلك:
خلك شقي!
نعم صدقوا والله، فالمتابعة الدائمة لمثل هذه القنوات، تجعل القرار لانفسنا، فإما أن نكون من الأشقياء أو من السعداء، ورمضان لايحلو بالشقاء، أليس كذلك؟

—–

شكرا………….

—–

لا حول و لا فوة الا بالله

—–

الله أكرم
نتمنى أن نستعد له أفضل إستعداد ويكون نقطة إنطلاق حقيقية إن شاء الله
بارك الله فيك

—–

—–

شكراااااااااااااااااااا

—–

أضف تعليق