شرح احاديث صحيحة من متن الاربعين النووية

بين يدي كتاب متن الاربعين النووية في الاحاديث الصحيحة النبوية فاخترت ان اقدم كل يوم حديث مع التعريف براويه وشرح مضمون الحديث وفي النهاية عرض مستنبطاته .

—–

الحديث الاول : عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(( انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه )) . رواه اماما المحدثين : ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بر دزبة البخاري ، وابو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة .

عمر بن الخطاب : هو اول من لقب بامير المؤمنين على العموم والذي كناه النبي صلى الله عليه وسلم بابي حفص لما راى فيه من الشدة والحفص هو الاسد ولقبه ايضا بالفاروق لانه كان يفرق بين الحق والباطل فهو اول من جهر بالاسلام وايد الله به دعوة الصادق المصدوق لما قال صلى الله عليه وسلم : اللهم اعز الاسلام باحب الرجلين اليك : عمر بن الخطاب او عمرو بن هشام ( ابو جهل ) وسبب اسلامه انه لما بلغه اسلام اخته فاطمة وزوجها سعد بن زيد قصدهما ليعاقبهما ، فقرات عليه اخته شيء من القران فاسلم . وكبر المسلمون فرحا باسلامه وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وشهد له بان الله تعالى جعل الحق على لسانه وقلبه وان الشيطان يفر منه وهو افضل الصحابة بعد ابي بكر رضي الله عنه وثاني الخلفاء الراشدين، دامت خلافته عشر سنين وستةاشهر وخمس ليال وكان ذكيا زاهدا متواضعا رفيقا بالمسلمين مهتما بشؤونهم وروي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة وتسعة وثلاثون حديثا وعاش ثلاثا وستين عاما ومات شهيدا بطعنة من ابي لؤلؤة ودفن في الحجرة عند النبي صلى الله عليه وسلم . شرح الحديث : هذا الحديث صحيح مشهور متفق عليه اخرجه الائمة الستة في كتبهم وغيرهم . لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك فيها اصحابه وقدم رجل يريد ان يتزوج امراة كانت مهاجرة فجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال :(( يا ايها الناس انما الاعمال بالنيات ثلاثا فمن كانت هجرته …فهجرته الى ما هاجر اليه )) ثم رفع يديه فقال : انقل عنا الوباء ثلاثا فلما اصبح قال : اتيت هذه الليلة بالحمى ، فاذا بعجوز سوداء ملبية في يدي الذي جاء بها فقال : هذه حمى فما ترى فيها ؟؟ فقلت : اجعلوها تحم ونقل الحافظ السيوطي ان قصة مهاجر ام قيس رواها سعيد بن منصور في سنته نسبه على شرط الشيخين من ابن مسعود ، قال مهاجر يبتغي شيئا فانما له ذلك وقال مسعود فكنا نسميه مهاجر ام قيس ، قال ابن دقيق العيد : ولهذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر ما ينوى به الهجرة من افراد الاغراض الدنيوية . ودل الحديث على ان النية معيار لتصحيح الاعمال فحيث صلحت صلح العمل وحيث فسدت فسد العمل ، واذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة احوال : الاول : ان يفعل ذلك خوفا من الله تعالى وهذه عبادة العبيد ، الثاني : ان يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار ، الثالث : ان يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتادية لحق العبودية والشكر ويرى مع كل هذا انه مقصر ويكون قلبه خافقا لانه لا يدري هل قبل عمله ام لا وهذه عبادة الاحرار واليها اشار صلوات الله عليه لما قالت له عائشة رضي الله عنها : حين قام الليل حتى تورمت قدماه : (( يا رسول الله اتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم وما تاخر من ذنبك ؟)) قال :(( افلا اكون عبدا شكورا ؟)) وقال الغزالي رحمه الله تعالى العبادة مع الرجاء افضل لان الرجاء يورث المحبة والخوف يورث القنوط وقد يعرض للاخلاص احيانا افة العجب فان عرضت له حبط العمل وكذلك من استكبر حبط عمله الحال الثاني : ان يفعل ذلك طلبا للدنيا والاخرة معا فذهب اهل العلم الى القول بان عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في القول الرباني : (( يقول تعالى : انا اغنى الشركاء فمن عمل عملا اشرك فيه غيري فانا بريء منه )) رواه البيهقي وابن ماجة وابن خزيمة وهذا ما ذهب الحارث المحاسبي في كتاب الرعاية فاقل الاخلاص ان تريده بطاعته ولا تريد سواه والرياء نوعان : احدهما لا يريد بطاعته الا الناس والثاني ان يريد الناس ورب الناس وكلاهما محبط للعمل ونقل عن هذا القول الحافظ ابو نعيم في الحلية عن بعض السلف ، واستدل بعضهم على ذلك ايضا بقوله تعالى : (( الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون )) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( انما الاعمال بالنيات )) اراد بالاعمال الطاعات دون اعمال المباحات ، قال الحارث المحاسبي ، (( الاخلاص لا يدخل في مباح لانه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي الى قربة كرفع البنيان لا لغرض بل لغرض الرعونة اما اذا كان لغرض المساجد والقناطر والاربطة فيكون مستحبا )) وقال لا اخلاص في محرم او مكروه وقوله صلى الله عليه وسلم ((انما الاعمال )) يحتمل : انما صحة الاعمال او تصحيح الاعمال او قبول الاعمال او كمال الاعمال وبهذا اخذ الامام ابو حنيفة رحمه الله حيث يستثني من الاعمال ما كان من قبيل التروك كازالة النجاسة ورد المغصوب والعواري وايصال الهدية وغير ذلك فلا تتوقف صحتها على النية المصححة لكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ومن ذلك ما اذا اطعم دابته ان قصد الامتثال لامر الله فانه يثاب وان قصد باطعامها حفظ المالية فلا ثواب يناله ويستثني في ذلك فرس المجاهد اذا ربطها في سبيل الله فانها اذا شربت وهو لا يريد سقيها اثيب على ذلك وكذلك الزوجة وكذلك اطفاء المصابيح وغلق الباب عند النوم اذا قصد به الامتثال لامر الله اثيب وان قصد امرا اخر فلا والنية شرعا هي قصد الشيء مقترنا بفعله فان قصد وتراخى فهو عزم وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة او لتمييز العبادات عن بعضها كالغسل مثلا غسل يقصد به العبادة وغسل يقصد به تنظيف الجسم والمميز هو النية وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( وانما لكل امرئ مانوى )) دليل على انه لا تجوز النيابة في العبادات ولا التوكيل من نفس النية وقد استثنى من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الاضحية فيجوز التوكيل فيهما في النية وقوله صلى الله عليه وسلم : فمن كانت هجرته الى الله …….فهجرته الى ما هاجر اليه )) اصل المهاجرة المجافاة والترك فاسم الهجرة يقع على رموز : الاولى : هجرة الصحابة – رضي الله عنهم – من مكة الى الحبشة حين اذى المشركون رسول اللله صلى الله عليه وسلم ففروا منه الى النجاشي وكان ذلك بعد البعثة بخمس سنين : قال البيهقي : الهجرة الثانية من مكة الى المدينة وكانت بعد البعثة بثلاث عشرة سنة اذ كان يجب على كل مسلم ان يهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وقال جماعة الهجرة من مكة الى المدينة واجبة وهذا ليس صحيح وانما واجب الهجرة الى رسول الله صلى قال ابن العربي : قسم العلماء الهجرة الى ستة اقسام الاول : الخروج من دار الحرب الى دار الاسلام وهي باقية الى يوم القيامة والتي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم (( لا هجرة بعد الفتح )) رواه الشيخان هي القصد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان الثاني : الخروج من اهل البدعة ، قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : لا يحل لاحد ان يقيم بارض يسب فيها السلف الثالث : الخروج من ارض يغلب عليها الحرام فان طلب الحلال فريضة على كل مسلم الرابع : الفرار من الاذية في البدن وذلك فضل من الله تعالى ارخص فيه فادا حشي على نفسه في مكان فقد ادن الله تعالى له في الحروج عنه والفرار بنفسه يخلصه المحدور واول من فعل دلك هو ابراهيم عليه السلام حين خاف من قومه فقال : ((اني مهاجر الى ربي )) سورة العنكبوت اية 29 الخامس : الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة الى الارض النزهة وقد ادن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في دلك حين استوخموا المدينة ان يخرجوا الى المرج السادس :الخروج خوفا من الدية في المال فان حرمة مال المسلم كحرمة دمه ، واما قسم الطلب فهو ينقسم الى عشرة : طلب الى دين وطلب الى دنيا وطلب الدين ينقسم بدوره الى تسعة : سفرة العبرة ومثال دلك سفر دي القرنين ، سفر الحج ، سفر الجهاد ، سفر المعاش ، سفر التجارة والكسب الزائد ،وهو جائز لقوله تعالى : ((ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ))البقرة 198، سفر العلم، قصد البقاع الشريفة قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد )) رواه الشيخان ، قصد الثغور للرباط بها ، زيارة الاخوان في الله تعالى .
الثالثة : هجرة القبائل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا الى قومهم فيعلموهم ما تعلموه
الرابعة : هجرة من اسلم من اهل مكة لياتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع الى قومه ، الخامسة : الهجرة من بلاد الكفار الى بلاد الاسلام اد لا يحل للمسلم الاقامة في دار الكفار فان صار له بها اهل وعشيرة وامكنه اظهار دينه لم يجز له ان يهاجر
السادسة : هجرة المسلم اخاه فوق ثلاثة بغير سبب شرعي وهي مكروهة في الثلاثة وفيما زاد حرام الا لضرورة
السابعة : هجرة الزوج الزوجة ادا تحقق نشوزها قال تعالى : ((واهجروهن في المضاجع )) النساء اية 34
ومن دلك هجرة اهل المعاصي في المكان والكلام وجواب السلام وابتداؤه .
الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه وهي اهم الهجر قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته الى الله ورسوله )) اي نية وقصدا فهجرته الى رسوله حكما وشرعا (( ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها )) نقلوا ان رجلا هاجر من مكة الى المدينة من اجل ان يتزوج امراة تسمى ام قيس فسمي : مهاجر ام قيس فان قيل ان النكاح من مطلوبات الشرع فلما كان من مطلوبات الدنيا ؟ قيل في الجزاب انه لم يخرج في الظاهر لها وانما خرج في الظاهرة للهجرة فلما ابطن خلاف ما اظهر استحق العتاب واللوم وقيس بدلك لمن قصد بالحج التجارة والزيارة فان كان الباعث له الحج فله الثواب والتجارة تبع له الا انه ناقص ثوابه عمن اخرج نفسه للحج فقط وان كان الباعث لهما كليهما ف
يحتمل حصول الثواب لان هجرته لم تتمحض للدنيا ويحتمل خلافه لانه قد خلط عمل الاخرة بعمل الدنيا لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد واما من قصدهما لم يصدق انه الدنيا فقط والله سبحانه وتعالى اعلم .

مستنبطات الحديث :
– الامور بمقاصدها
– المؤمن يؤجر حسب نيته
– من كانت اعماله خالصة لله فهي مقبولة
– من كانت اعماله رئاء فلا تقبل


—–

الحديث الثاني :
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) حديث حسن رواه الترمذي وغيره .

التعريف بالراوي :
هو عبد الرحمان بن صخر الدوسي المعروف بابي هريرةوكني بهذا الاسم لأنه كان يحمل هرة صغيرة في كمه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فكناه بأبي هريرة ، قدم المدينة سنة سبع والرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر فسار اليه واسلم على يده ولازمه ملازمة تامة رغبة في العلم لذلك كان اكثر الصحابة رواية روي عنه خمسة الالف وثلاثمائة واربعة وسبعون حديث وقيل ان عمر رضي الله عنه استعمله على البحرين ثم عزله ثم راوده على العمل فابى وناب عن الامارة ولم يزل يسكن المدينة حتى توفي سنة سبع وخمسين في اخر خلافة معاوية وله من العمر ثمان وسبعون سنة ودفن بالبقيع .
شرح الحديث :
قوله صلىى الله عليه وسلم (( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) اي ما لا يهمه من امر الدين والدنيا من الافعال والاقوال وقال صلى الله عليه وسلم لابي ذر حين ساله عن صحف ابراهيم ، قال (( كانت امثالا كلها )) كان فيها : ايها السلطان المغرور اني اني لم ابعثك لتجمع الاموال بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فاني لا اردها ولو كنت مع كافر وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له اربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يتفكر في صنع الله ، وساعة يحدث فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها بذي الجلال والاكرام وان تلك الساعة عون على تلك الساعات وكان فيها : على العاقل ان لم يكن مغلوبا على عقله ان لا يكون ساعيا الا في ثلاث : تزود لمعاد ومؤونة لمعاش ولذة في غير محرم وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون بصيرا لزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه ومن حسب الكلام من عمله يوشك ان يقول الكلام الا فيما يعنيه ، قلت بابي وامي فما كان في صحف موسى ؟ قال كانت عبرا كلها ، كان فيها : عجبا لمن ايقن بالنار كيف يضحك وعجبا لمن ايقن بالموت كيف يفرح وعجبا لمن راى الدنيا وتقلبها باهلها كيف يطمئن اليها وعجبا لمن ايقن بالقدر ثم هو يغضب وعجبا لمن ايقن بالحساب غدا وهو لا يعمل ؟ قلت بابي وامي هل بقي مما كان في صحفهما شيء ؟ قال نعم يا ابا ذر : (( قد افلح من تزكى …)) قلت بابي وامي اوصني قال اوصيك بتقوى الله فانه راس امرك كله قال : قلت زدني ، قال ، عليك بتلاوة القران ، واذكر الله كثيرا فانه يذكرك في السماء ، قلت : زدني ، قال : عليك بالجهاد ، فانه رهبانية المؤمنين قلت زدني ، قال عليك بالصمت فانه مطردة للشياطين عنك وعون لك على امر دينك قلت زدني ، قال : قل الحق ولو كان مرا ، قلت زدني ، قال : لا تاخذك في الله لومة لائم ، قلت زدني ، قال : صل رحمك الله وان قطعوك ، قلت زدني ، قال بحسب امرئ من الشر ما يجهل من نفسه ويتكلف ما لا يعنيه يا ابا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسن كحسن الخلق . رواه ابن حيان

—–

بورك فيك أختي الكريمة أماني نحن في المتابعة
(لي ملاحظة صغيرة اختاري حجم أكبر و لو اخر وزيدي عليه شوية تنسيق)
الموضوع ذا أهمية و يحتاج إلى ذلك
بورك فيك و سددك

—–

السلام عليكم

بورك فيك

—–

بارك الله فيك اختي اماني

في انتظار الحديث الثالث

—–

شكرة للاخوة على المرور ساوصال نشر شروحات للاحاديث الشريفة من متن الاربعين النووية وساخذ بعين الاعتبار ملاحظاتك اخيتي مسلمة

—–

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُسلِمة
بورك فيك أختي الكريمة أماني نحن في المتابعة
(لي ملاحظة صغيرة اختاري حجم أكبر و لو اخر وزيدي عليه شوية تنسيق)
الموضوع ذا أهمية و يحتاج إلى ذلك
بورك فيك و سددك

بحق الموضوع مهم

ولعله يحتاج إلى تدارس مع شرح ميسر به فوائد (بعد إنهاء الثلاثة أصول إن شاء الله)
هذه الاحاديث عظيمة وعليها مدار الدين كله كما قال مؤلفها ودأب العلماء على الحث على حفظها وفهمها

—–

باذن الله ساحرص على نقلها جميعا رغم التعب من كثرة النقر مع ذلك ساحاول ان اكمل المهمة شكرا

—–

بارك الله فيك اخت اماني ….
.
.
.
.
.
.
.
.
.
جزاك الله خيرا و جعلها في ميزان حسناتك ………
.
.
.

—–

أضف تعليق