وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْـزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ … هل يفهم من هذه الآية أن التفرقة لا تصيب إلا المتزوجين ؟ وهل الغير متزوجين لا يصيبهم ما يصيب المتزوجين ؟
فما رأيكم .
حيّاكم الله .
قوله ما يفرقون به بين المرء وزوجه إشارة إلى جزئي من جزئيات السحر وهو أقصى تأثيراته إذ فيه التفرقة بين طرفي آصرة متينة إذ هي آصرة مودة ورحمة ، قال تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة فإن المودة وحدها آصرة عظيمة وهي آصرة الصداقة والأخوة وتفاريعهما : والرحمة وحدها آصرة منها الأبوة والبنوة ، فما ظنكم بآصرة جمعت الأمرين وكانت بجعل الله تعالى وما هو بجعل الله فهو في أقصى درجات الإتقان ، وقد كان يشير إلى هذا المعنى الشيخ سالم أبو حاجب في قوله تعالى وجعل بينكم مودة ورحمة وهذا التفريق يكون إما باستعمال مفسدات لعقل أحد الزوجين حتى يبغض زوجه ، وإما بإلقاء الحيل والتمويهات والنميمة حتى يفرق بينهما .
بارك الله فيك على هذه الإضافة أخي مهندس ونرجو أن تشاركنا فيما تبقى من هذا الموضوع .
أما أنت يا أخي محمد
djazayri … أحسبك متزوجا بدون عقد (نكاح) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ
سورة الصافات الآية 22
إذا إطلعنا على التفاسير التي تناولت هذه الآية نرى أن معظم التفاسير أوّلت لفظة (أزواجهم) لأن سياق الآية هو الذي تطلب ذلك .
فإذا أردنا أن نؤول لفظة (زوجه) في الآية المعروضة في هذا الموضوع … فما هو المعنى الأنسب الذي يرفع عنا هذا الإشكال ؟
ما هو الشيء الذي يمكن لنا أن نطلق عليه لفظة زوج في هذه الآية ؟
حيّاكم الله .
بارك الله فيك الشيخ محمد ..
و الله أسلوب مواضيعك شيق جميل و بدون مجاملة …
********
بارك الله فيك الشيخ محمد ..
و الله أسلوب مواضيعك شيق جميل و بدون مجاملة … ******** |
بارك الله فيه أخي حكيم … على هذا الإطراء .
لعل وصفك هذا لمواضيعي أو قل لتساؤلاتي نابع من كون هذه التساؤلات قد تمر على المرء ويخزنها في ذهنه … فبمجرد أن يبوح أحدنا ويكتب شيئا عنها ترى الكثير منا يلتف حول هذه التساؤلات ويراها جديرة بأن تدرس ويجب أن يُتمعن في النظر إليها .
حين يتأمل المرء في إستعمال القرآن الكريم للفظة (زوج) يلاحظ تعدد المعاني وهذه المعاني جعلتني أسأل …
إذا كان الزواج نصف الدين فهل أستطيع القول بأن النكاح نصف الدين ؟
كيّاك الله أخي حكيم .
لم يصف الله سبحانه وتعالى عقداً من العقود بما وصف به عقد الزواج فقد وصفه بأنه الميثاق الغليظ , قال تعالى : " وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) سورة النساء
وقد وصفه سبحانه وتعالى بالغلظة لقوته وعظمته ، وقالوا : صحبة عشرين يوما قرابة ، فكيف بما يجري بين الزوجين من الاتحاد والامتزاج . تفسير الرازي 5/123.لذلك فتمزيق هذا الميثاق العظيم وما ينجم عنه من اضرار دينية واجتماعية وعاطفية اكبر من اي اضرار قد تنجم عن اية علاقات اخرى – والله اعلم –