لا تقطع ما وصله الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لكم يا أعضاء وزوار المنتدى

******
قطع ما امر الله به ان يوصل صفة من صفات الفاسقين ،قال تعالىفي وصفهم:" الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون"

انظروا الى القضية الايمانية في الواحد مع اولاده وفي الواحد مع اسرته وفي الواحد مع اهله،لماذا هناك حنان ورحمة وعطف في الواحد من اولاده؟…..

لأن هناك صلة رحمية،هذه الصلة الرحمية يجب ان تنسحب على الواحد واسرته،وعلى اهله وعلى جميع الخلق.

مادامت هناك رجولة ايمانية فأنت تقول: كلكم اخوتي،ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله". والله تعالى يقول:"انما المؤمنون اخوة".

اذن فكل ما يؤدي الى قطع ما امر الله به ان يوصل من روابط الرحم النسبية والاسلامية والانسانية فهو ظاهرة من ظواهر الفسق،وعلامة من علامات الفاسقين،وكل ما يؤدي الى الالتحام فهو ظاهرة من ظواهر الايمان،وتشريع الدين يقرر ام كل ما يربطك بالناس من أخلاق المسلم شيء عظيم ومريح،حتى انه لو لم يكن في المجتمع ايمان لأحب الناس أن يكون هناك ايمان،لانهم جربوا ما يعود به الايمان على المجتمعات من حب وهدوء وتعاطف.

ان الناس في غفلة عن بؤس البائسين،والدين يطلب منا ان تكون بيننا وبينهم اخوة.
لو ان كل واحد منا وضع خريطة لموقعه من بلده او شارعه ،ان كان في المدينة ثم عد الفقراء والمساكين والمحتاجين في هذا الموقع او في ذلك الشارع ثم نسب هؤلاء الفقراء الى اهليهم وذويهم واقاربهم ،فسيجد لكل فقير عشرة أقارب مثلا،ولكن هؤلاء العشرة قطعوا ما امر الله به ان يوصل،فاضطر هؤلاء الفقراء ان يسألوا من ناس اخرين غير اهليهم،ولذلك فقد شرع الله الزكاة،لان الناس قد مالوا الى قطع ما امر الله به ان يوصل.

كيف يكون الله مع الناس،وهم يقطعون ما امر الله به ان يوصل،،اذا كان هناك فقير او عاجر،وبطنه تطالبه بالطعام،واولاده يطالبونه بالطعام والكسوة،ثم لا يجد من يمد له يد العون ،صلة لما امر الله به ان يوصل،فماذا سيكون الموقف؟ انه سيتشكك في ربه،فأنت اذن تقطعه عما امر الله به ان يوصل، بعد ان قطعت انت ما امر الله به لغيرك من عهد الايمان،ولذلك فقد وصفهم الله بانهم مفسدون في الارض.

لكن من يجد اخوة ايمانية تصل ضعفه بقوتها،وفقره بعناها،وخوفه بأمنها،فانه سيؤمن بالله الذي ضمن له كل في تشريعه.

فعلينا بتقوى الله حتى يكون لنا وصف الايمان الحق،ويكن المجتمع الاسلامي كل الامان،وكل الحب وكل السلام.

—–

أضف تعليق