ما فرطنا في الكتاب من شيء

بقلم منتصر أبوخباب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه مجرد دردشات بيني وبين نفسي أتمنى أن تصل لقلوب إخواني كما أتمناها وان يفهموها كما تمنيت أن يفهموها نفع الله بها الجميع

الدردشة الأولى :

هذه مجرد دردشة حول بعض الامور النفسية التي يعتقدها علماء النفس والذين يعتقدون انهم هم من جاء بها وللأسف أن البعض تأثر بكلامهم وتبنى كلامهم على أنه الحق

ولكن كما قال الله تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شيء )

فأقول أن النفس البشرية الأعلم بها هو الذي خلقها سبحانه وتعالى وهو الذي سواها وعلم ما فيها من تقوى أو فجور

فانظروا معي إلى التقسيمات النفسية التي وضعها علماء النفس ( معظمهم يهود مثل سيجموند فرويد)

يقولون أن النفس البشرية تنقسم إلى ثلاث أقسام :

الأنا العليا

الهوًا

الأنا السفلى

فبكلامهم يرون أن الأنا العليا هي الاخلاق والقيم والمبادئ

والأنا السفلى هي الشهوات واللذائذ

والهوًا هي الضابط بين العليا والسفلى

وفي كل الكتب ينقلون مثل هذا الكلام وأي عالم نفساني تجالسه سيخبرك بهذه التقسيمات ويبدأ يحلل على ضوء هذه التقسيمات بل قد يصل لمرحلة من الكلام أن بعض العقد النفسية سببها عدم إستطاعة الهوًا التوفيق بين الأنا العليا والسفلى والعكس صحيح

بل هي سبب الإظطرابات النفسية

الآن إخواني :

نأتي لأصلنا ولكتاب ربنا ولسنة نبينا عليه الصلاة والسلام ماذا نرى :

النفس الأمارة بالسوء

النفس المطمئنة

النفس اللوامة

ومن بدأ بالتأمل الصحيح سيرى أن الصراعات النفسية مردها إلى هذه الاقسام الثلاثة

فتأمر النفس الأمارة بالسوء وتأتي النفس اللوامة لتضبط سلوكها وبعد الضبط يأتي الإطمئنان

هذا في النفس الواحدة فقط أليس كذلك ؟؟

هل رأيتم أن هذه التقسيمات التي زعم علماء النفس في القرن التاسع عشر أنهم اكتشفوها أو إخترعوها هي موجودة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأننا لسنا بحاجة لدراساتهم النفسية أو غيرها فكما قال تعالى : ( مافرطنا في الكتاب من شيء )

الدردشة الثانية :

هذه دردشة علمية ديالكتيكية بزعمهم

ماهو الديالكتيك ؟؟؟

من أهم كتب الفلاسفة قديما وحديثا بل هو المرجع الرئيسي لهم في كل شيء على ضوء القوانين الموجودة فيه

الديالكتيك باللغة القديمة يعني الجدل

فكل العقلانيين الماديين يعتمدون في قوانينه من افلاطون قديما إلى هيجل وماركس حديثا عليه

أول قاعدة وأهم قاعدة من قواعد الطبيعة كما يزعمون وهي الاساس الذي اعتمدوا عليه في كل تفسيراتهم المادية من التفسير المادي للتاريخ ولنظريات التطور وحتى النظريات الإقتصادية كما يزعمون هو قولهم :

وحدة وصراع الأضداد

هذا أهم وأقوى قانون عندهم ومعناه بإختصار :

أن الأضداد يعيشون في مكان واحد ويتصراعون ولولا هذا الصراع لما استمرت الحياة

يعني بلغتهم حتمية الصراع

نأتي الآن لكلام الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم( مافرطنا في الكتاب من شيء )

يقول الله تعالى في كتابه ( لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض )

فالآية تدل من منطوقها أن لولا الصراع لفسدت الأرض

نعم تفسير الآيات أن الله يدفع الظالمين بعضهم ببعض حتى يبقى المؤمنون على حياتهم وإيمانهم

ولكن هذا الدفع بلغة العصر هو الصراع الذي يتحدثون عنه

فهي همسة في أذن الذين يتأثرون بالغرب وينقلون حضارة الغرب إلينا بزعمهم التطور والعلم وماشابه ذلك

ونحن وبحمد الله نملك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي كما قال سبحانه (ما فرطنا في الكتاب من شيء )

والتي إن تمسكنا بها أيضا لن نضل لا في الدنيا ولا في الآخرة

أتمنى ان تكون رسالتي قد وصلت للذين يتأثرون وينقلون كلام الغرب وهم لا يعلمون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم

فقط إخترت موضوعين إثنين من هذه المواضيع وحقيقة الأمر أن المواضيع كثيرة جدا جدا فبالفعل كل شيء عندهم موجود عندنا ولكن للأسف هو التقليد الاعمى

وأيضا حتى لا أطيل في بحثي واعتقد أن الرسالة قد وصلت

أخوكم منتصر