كان من المفترض أن يكون مسجد باريس هو الأول والممثل الأكبر للمسلمين بحكم مرجعيته التاريخية
غير ان مسجد باريس أصبح معلما سياحيا لا أقل ولا أكثر يهتم فقط بالمداخيل كبقية الآثار السياحية في إسبانيا ولا يهمه شيء بقدر ما يهمه جذب أكبر عدد من السياح والزوار
ومن قارن بين مسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية (لواف uoif) يجد البون شاسعا من حيث النشاط الإعلامي والاقتراب من الجالية الاسلامية
استطاعت لواف في ظرف وجيز اختصار المسافات وكسب أكبر عدد من المساجد بفضل مئات من الدعاة والكتاب وعشرات المواقع وبعض المدارس الخاصة بخلاف مسجد باريس الذي لا يفكر أصلا في مثل هاته الاستراتيجيات لكسب المستقبل
اما عن الفساد الإداري فحدث ولا حرج ويكفي أن أغلب المساجد الجزائرية تسيرها جمعيات أعصاؤها أميون لا يفقهون شيئا لا في الإدارة ولا في العلم ولا في الوعي ومن الفساد الإداري تحويلات عشوائية للأئمة وغموض يكتنف عشرات الملفات فليست هناك لجان للتعريف بالإسلام والنشاط الإعلامي والحج والحلال والفتاوى
قد تكون هناك لجان لكنها ليست بمنتهى الوضوح الذي نراه عند لواف بخصوص إغاثة المسلمين وفلسطين والفتاوى ومسائل الحلال ووكالات الحج وغير ذالك من مختلف القضايا.
لقد استطاعت لواف بفضل ملتقياتها الجهوية والسنوية ونشاطها الإعلامي المكثف وجذب أكبر عدد ممكن من الدعاة النجوم ان تكتسب ثقة متزايدة وتبني أفضل المساجد بخلاف المساجد التابعة لمسجد باريس دائما تطلب المعونة من الحكومة الجزائرية مما يوحي أن فيه سوء تسيير وتبذير للأموال
ومن خلال استجواب قصير مع بعض المغتربين يتبين أن مسجد باريس لا يحظى بثقة من المغتربين مما يستدعي تحركا من الحكومة الجزائرية لتدارك الوضع
والله أعلم