يا منزل الآيات والفرقان
إشرح به صدري لمعرفة الهدى
يسر به أمري وأقض مآربي
واحطط به وزري وأخلص نيتي
واكشف به ضري وحقق توبتي
طهر به قلبي وصف سريرتي
واقطع به طمعي وشرف همتي
أسهر به ليلي وأظم جوارحي
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي
أنت الذي صورتني وخلقتني
أنت الذي علمتني ورحمتني
أنت الذي أطعمتني وسقيتني
وجبرتني وسترتني ونصرتني
أنت الذي آويتني وحبوتني
وزرعت لي بين القلوب مودة
ونشرت لي في العالمين محاسنا
وجعلت ذكري في البرية شائعا
والله لو علموا قبيح سريرتي
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي
لكن سترت معايبي ومثالبي
فلك المحامد والمدائح كلها
ولقد مننت علي رب بأنعم
فوحق حكمتك التي آتيتني
لئن اجتبتني من رضاك معونة
لأسبحنك بكرة وعشية
ولأذكرنك قائما أو قاعدا
ولأكتمن عن البرية خلتي
ولأقصدنك في جميع حوائجي
ولأحسمن عن الأنام مطامعي
ولأجعلن رضاك أكبر همتي
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى
ولأمنعن النفس عن شهواتها
ولأتلون حروف وحيك في الدجى
أنت الذي يا رب قلت حروفه
ونظمته ببلاغة أزلية
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه
فالله ربي لم يزل متكلما
نادى بصوت حين كلم عبده
وكذا ينادي في القيامة ربنا
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا
هذا حديث نبينا عن ربه
لسنا نشبه صوته بكلامنا
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته
وهو المحيط بكل شيء علمه
من ذا يكيف ذاته وصفاته
سبحانه ملكا على العرش استوى
وكلامه القرآن أنزل آيه
صلى عليه الله خير صلاته
هو جاء بالقرآن من عند الذي
تنزيل رب العالمين ووحيه
وكلام ربي لا يجيء بمثله
وهو المصون من الأباطل كلها
من كان يزعم أن يباري نظمه
فليأت منه بسورة أو آية
فلينفرد باسم الألوهية وليكن
فإذا تناقض نظمه فليلبسن
أو فليقر بأنه تنزيل من
لا ريب فيه بأنه تنزيله
الله فصله وأحكم آيه
هو قوله وكلامه وخطابه
هو حكمه هو علمه هو نوره
جمع العلوم دقيقها وجليلها
قصص على خير البرية قصة
وأبان فيه حلاله وحرامه
من قال إن الله خالق قوله
من قال فيه عبارة وحكاية
من قال إن حروفه مخلوقة
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا
والوقف في القرآن خبث باطل
قل غير مخلوق كلام إلهنا
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله
وتجنب اللفظين إن كليهما
يأيها السني خذ بوصيتي
واقبل وصية مشفق متودد
كن في أمورك كلها متوسطا
واعلم بأن الله رب واحد
الأول المبدي بغير بداية
وكلامه صفة له وجلالة
ركن الديانة أن تصدق بالقضا
الله قد علم السعادة والشقا
لا يملك العبد الضعيف لنفسه
سبحان من يجري الأمور بحكمة
نفذت مشيئته بسابق علمه
والكل في أم الكتاب مسطر
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا
دن بالشريعة والكتاب كليهما
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما
ولكل عبد حافظان لكل ما
أمرا بكتب كلامه وفعاله
والله صدق وعده ووعيده
والله أكبر أن تحد صفاته
وحياتنا في القبر بعد مماتنا
والقبر صح نعيمه وعذابه
والبعث بعد الموت وعد صادق
وصراطنا حق وحوض نبينا
يسقى بها السني أعذب شربة
وكذلك الأعمال يومئذ ترى
والكتب يومئذ تطاير في الورى
والله يومئذ يجيء لعرضنا
والأشعري يقول يأتي أمره
والله في القرآن أخبر أنه
وعليه عرض الخلق يوم معادهم
والله يومئذ نراه كما نرى
يوم القيامة لو علمت بهوله
يوم تشققت السماء لهوله
يوم عبوس قمطرير شره
والجنة العليا ونار جهنم
يوم يجيء المتقون لربهم
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى
ودخول بعض المسلمين جهنما
والله يرحمهم بصحة عقدهم
وشفيعهم عند الخروج محمد
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا
فالله يجمعنا وإياهم بها
وإذا دعيت إلى أداء فريضة
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها
لا تمنعن زكاة مالك ظالما
والوتر بعد الفرض آكد سنة
مع كل بر صلها أو فاجر
وصيامنا رمضان فرض واجب
صلى النبي به ثلاثا رغبة
إن التراوح راحة في ليله
والله ما جعل التراوح منكرا
والحج مفترض عليك وشرطه
كبر هديت على الجنائز أربعا
إن الصلاة على الجنائز عندنا
إن الأهلة للأنام مواقت
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى
متثبتان على الذي يريانه
لا تقصدن ليوم شك عامدا