قال صلى الله عليه وسلم: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة».
هذا الحديث في صحيح البخاري و هو حديث متفق عليه
بارك الله فيك أخي . ومن هم هؤلاء أتمنى الا نكون منهم أعوذ بالله .
قَوْله ( سَيَخْرُجُ قَوْم فِي آخِر الزَّمَان )
كَذَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة وَفِي حَدِيث أَبِي بَرْزَة عِنْد النَّسَائِيِّ " يَخْرُج فِي آخِر الزَّمَان قَوْم " وَهَذَا قَدْ يُخَالِف حَدِيث أَبِي سَعِيد الْمَذْكُور فِي الْبَاب بَعْده ، فَإِنَّ مُقْتَضَاهُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فِي خِلَافَة عَلِيّ ، وَكَذَا أَكْثَرُ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي أَمْرهمْ ، وَأَجَابَ اِبْن التِّين بِأَنَّ الْمُرَاد زَمَان الصَّحَابَة وَفِيهِ نَظَر ، لِأَنَّ آخِر زَمَان الصَّحَابَة كَانَ عَلَى رَأْس الْمِائَة وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا قَبْل ذَلِكَ بِأَكْثَرَ مِنْ سِتِّينَ سَنَة ، وَيُمْكِن الْجَمْع بِأَنَّ الْمُرَاد بِآخِرِ الزَّمَان زَمَان خِلَافَة النُّبُوَّة ، فَإِنَّ فِي حَدِيث سَفِينَة الْمُخَرَّج فِي السُّنَن وَصَحِيح اِبْن حِبَّان وَغَيْره مَرْفُوعًا " الْخِلَافَة بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَة ثُمَّ تَصِير مُلْكًا " وَكَانَتْ قِصَّة الْخَوَارِج وَقَتْلهمْ بِالنَّهْرَوَانِ فِي أَوَاخِر خِلَافَة عَلِيّ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُونِ الثَّلَاثِينَ بِنَحْوِ سَنَتَيْنِ .
قَوْله ( أَحْدَاث )
بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُثَلَّثَة جَمْع حَدَث بِفَتْحَتَيْنِ وَالْحَدَث هُوَ الصَّغِير السِّنّ هَكَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَات ، وَوَقَعَ هُنَا لِلْمُسْتَمْلِي وَالسَّرَخْسِيّ حُدَّاث بِضَمِّ أَوَّله وَتَشْدِيد الدَّال ، قَالَ فِي " الْمَطَالِع " مَعْنَاهُ شَبَاب جَمْع حَدِيث السِّنّ أَوْ جَمْع حَدَث ، قَالَ اِبْن التِّين حِدَاث جَمْع حَدِيث مِثْل كِرَام جَمْع كَرِيم وَكِبَار جَمْع كَبِير ، وَالْحَدِيث الْجَدِيد مِنْ كُلّ شَيْء وَيُطْلَق عَلَى الصَّغِير بِهَذَا الِاعْتِبَار ، وَتَقَدَّمَ فِي التَّفْسِير حِدَاث مِثْل هَذَا اللَّفْظ لَكِنَّهُ هُنَاكَ جُمِعَ عَلَى غَيْر قِيَاس ، وَالْمُرَاد سُمَّار يَتَحَدَّثُونَ قَالَهُ فِي النِّهَايَة ، وَتَقَدَّمَ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة بِلَفْظِ حُدَثَاء بِوَزْنِ سُفَهَاء وَهُوَ جَمْع حَدِيث كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيره ، وَالْأَسْنَان جَمْع سِنّ وَالْمُرَاد بِهِ الْعُمْر ، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ شَبَاب .
قَوْله ( سُفَهَاء الْأَحْلَام )
جَمْع حِلْم بِكَسْرِ أَوَّله وَالْمُرَاد بِهِ الْعَقْل ، وَالْمَعْنَى أَنَّ عُقُولهمْ رَدِيئَة . وَقَالَ النَّوَوِيّ : يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ التَّثَبُّت وَقُوَّة الْبَصِيرَة تَكُون عِنْد كَمَال السِّنّ وَكَثْرَة التَّجَارِب وَقُوَّة الْعَقْل . قُلْت : وَلَمْ يَظْهَر لِي وَجْه الْأَخْذ مِنْهُ فَإِنَّ هَذَا مَعْلُوم بِالْعَادَةِ لَا مِنْ خُصُوص كَوْن هَؤُلَاءِ كَانُوا بِهَذِهِ الصِّفَة .
قَوْله ( يَقُولُونَ مِنْ خَيْر قَوْل الْبَرِيَّة )
تَقَدَّمَ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَفِي آخِر فَضَائِل الْقُرْآن قَوْل مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَقْلُوب وَأَنَّ الْمُرَاد مِنْ قَوْل خَيْر الْبَرِيَّة وَهُوَ الْقُرْآن . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى ظَاهِره وَالْمُرَاد الْقَوْل الْحَسَن فِي الظَّاهِر وَبَاطِنه عَلَى خِلَاف ذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ " لَا حُكْم إِلَّا لِلَّهِ " فِي جَوَاب عَلِيّ كَمَا سَيَأْتِي . وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة طَارِق بْن زِيَاد عِنْد الطَّبَرِيّ قَالَ " خَرَجْنَا مَعَ عَلِيّ – فَذَكَرَ الْحَدِيث وَفِيهِ يَخْرُج قَوْم يَتَكَلَّمُونَ كَلِمَة الْحَقّ لَا تُجَاوِز حُلُوقهمْ " وَفِي حَدِيث أَنَس عَنْ أَبِي سَعِيد عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَالطَّبَرَانِيِّ " يُحْسِنُونَ الْقَوْل وَيُسِيئُونَ الْفِعْل " وَنَحْوه فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر وَعِنْد أَحْمَدَ وَفِي حَدِيث مُسْلِم عَنْ عَلِيّ يَقُولُونَ الْحَقّ لَا يُجَاوِز هَذَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ .
قَوْله ( لَا يُجَاوِز إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ )
فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " لَا يَجُوز " وَالْحَنَاجِر بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالنُّون ثُمَّ الْجِيم جَمْع حَنْجَرَة بِوَزْنِ قَسْوَرَة وَهِيَ الْحُلْقُوم وَالْبُلْعُوم وَكُلّه يُطْلَق عَلَى مَجْرَى النَّفَس وَهُوَ طَرَف الْمَرِيء مِمَّا يَلِي الْفَم ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ رِوَايَة زَيْد بْن وَهْب عَنْ عَلِيّ " لَا تُجَاوِز صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ " فَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ الْإِيمَان عَلَى الصَّلَاة وَلَهُ فِي حَدِيث أَبِي ذَرّ " لَا يُجَاوِز إِيمَانهمْ حَلَاقِيمهمْ " وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالنُّطْقِ لَا بِالْقَلْبِ ، وَفِي رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع عَنْ عَلِيّ عِنْد مُسْلِم " يَقُولُونَ الْحَقّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يُجَاوِز هَذَا مِنْهُمْ وَأَشَارَ إِلَى حَلْقه " وَهَذِهِ الْمُجَاوَزَة غَيْر الْمُجَاوَزَة الْآتِيَة فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد .
قَوْله ( يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّين )
فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق عَنْ سُوَيْد بْن غَفَلَة عِنْد النَّسَائِيِّ وَالطَّبَرِيّ " يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَام " وَكَذَا فِي حَدِيث اِبْن عُمَر فِي الْبَاب ، وَفِي رِوَايَة زَيْد بْن وَهْب الْمُشَار إِلَيْهَا ، وَحَدِيث أَبِي بَكْرَة فِي الطَّبَرِيّ وَعِنْد النَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَة طَارِق بْن زِيَاد عَنْ عَلِيّ " يَمْرُقُونَ مِنْ الْحَقّ " وَفِيهِ تَعَقَّبَ عَلَى مَنْ فَسَّرَ الدِّين هُنَا بِالطَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة .
قَوْله ( كَمَا يَمْرُق السَّهْم مِنْ الرَّمِيَّة )
بِفَتْحِ الرَّاء وَكَسْر الْمِيم وَتَشْدِيد التَّحْتَانِيَّة أَيْ الشَّيْء الَّذِي يُرْمَى بِهِ وَيُطْلَق عَلَى الطَّرِيدَة مِنْ الْوَحْش إِذَا رَمَاهَا الرَّامِي ، وَسَيَأْتِي فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده .
قَوْله ( فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلهمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة )
فِي رِوَايَة زَيْد بْن وَهْب " لَوْ يَعْلَم الْجَيْش الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَان نَبِيّهمْ لَنَكَلُوا عَنْ الْعَمَل " وَلِمُسْلِمٍ فِي رِوَايَة عُبَيْدَة بْن عَمْرو عَنْ عَلِيّ " لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّه الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَان مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ عُبَيْدَة قُلْت لِعَلِيٍّ : أَنْتَ سَمِعْته ؟ قَالَ : إِي وَرَبّ الْكَعْبَة ثَلَاثًا . وَلَهُ فِي رِوَايَة زَيْد بْن وَهْب فِي قِصَّة قَتْل الْخَوَارِج " أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قَتَلَهُمْ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَة فَقَالَ : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَقَدْ سَمِعْت هَذَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِي وَاَللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ حَتَّى اِسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا " قَالَ النَّوَوِيّ : إِنَّمَا اِسْتَحْلَفَهُ لِيُؤَكِّد الْأَمْر عِنْد السَّامِعِينَ وَلِتَظْهَر مُعْجِزَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ عَلِيًّا وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْحَقّ . قُلْت : وَلِيَطْمَئِنَّ قَلْبُ الْمُسْتَحْلِف لِإِزَالَةِ تَوَهُّم مَا أَشَارَ إِلَيْهِ عَلِيّ أَنَّ الْحَرْب خَدْعَة فَخَشِيَ أَنْ يَكُون لَمْ يَسْمَع فِي ذَلِكَ شَيْئًا مَنْصُوصًا ، وَإِلَى ذَلِكَ يُشِير قَوْل عَائِشَة لِعَبْدِ اللَّه بْن شَدَّاد فِي رِوَايَته الْمُشَار إِلَيْهَا حَيْثُ قَالَتْ لَهُ " مَا قَالَ عَلِيّ حِينَئِذٍ ؟ قَالَ سَمِعْته يَقُول : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَتْ : رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبهُ إِلَّا قَالَ صَدَقَ اللَّه وَرَسُوله ، فَيَذْهَب أَهْل الْعِرَاق فَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَهُ " ، فَمِنْ هَذَا أَرَادَ عُبَيْدَة بْن عَمْرو التَّثَبُّت فِي هَذِهِ الْقِصَّة بِخُصُوصِهَا وَأَنَّ فِيهَا نَقْلًا مَنْصُوصًا مَرْفُوعًا . وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ نَحْو هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَلِيّ وَزَادَ فِي آخِره " قِتَالهمْ حَقّ عَلَى كُلّ مُسْلِم " وَوَقَعَ سَبَب تَحْدِيث عَلِيّ بِهَذَا الْحَدِيث فِي رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع فِيمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة بِشْر بْن سَعِيد عَنْهُ قَالَ " إِنَّ الْحَرُورِيَّة لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيّ قَالُوا : لَا حُكْم إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ عَلِيّ : كَلِمَة حَقّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِل ، إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ نَاسًا إِنِّي لَأَعْرِفُ صِفَتهمْ فِي هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ الْحَقّ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَلَا يُجَاوِز هَذَا مِنْهُمْ – وَأَشَارَ بِحَلْقِهِ – مِنْ أَبْغَضِ خَلْق اللَّه إِلَيْهِ " الْحَدِيث
قال صلى الله عليه وسلم: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة».
|
أ- فقد أخرجه البخاري في كتاب المناقب في حديث رقم 3611 في باب علامات النبوة ( سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة).
ب- وورد في صحيح مسلم في كتاب الزكاة حديث رقم 1606 في باب التحريض على قتال الخوارج الجزء الثاني ص 748 ( يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يحسبونه انه لهم وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لا تكلوا على العمل) وأخرج هذا الحديث أبو داوود في كتاب السنة في باب التحريض على قتل الخوارج ، حديث رقم 4768(.
ج- وورد في صحيح الترمذي في أبواب الفتن الجزء التاسع ص 37 في باب صفة المارقة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص) ( يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ).
د- وورد في مسند الإمام احمد ابن حنبل في الفتح الرباني في باب ذكر الخوارج في الجزء (24) صفحة 19 عن سويد بن غفلة قال: قال علي (رض) إذا حدثتكم عن رسول الله (ص) حديثا لان أخر من السماء أحب إلى من أن اكذب عليه ، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب والحرب خدعة ، سمعت رسول الله (ص (يقول ( يخرج في آخر الزمان أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ).
هـ- وورد في كنز العمال حديث رقم 30949 عن الرسول (ص) قال ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البرية ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة).
و- وورد هذا الحديث بنفس الألفاظ أو بلفظ آخر في صحيح البخاري عن علي (رض) حديث رقم 5057، حديث رقم 6930، كما ورد في صحيح البخاري أيضا عن طريق ابن سعيد في كتاب التوحيد حديث رقم 7432 كما أخرجه البخاري أيضا في باب المغازي حديث رقم 4351 وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة حديث رقم 1064 في باب ذكر الخوارج وصفاتهم الجزء الثاني ص 741 وص 742، وأخرجه أبو داوود في كتاب السنه حديث رقم 4764 في باب قتال الخوارج ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في الجزء الثاني ص 170 وفي تيسير الوصول في الجزء الرابع ص 32- عن صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبى داوود وصحيح النسائي وسنن ابن ماجة وورد أيضا في سنن أبو داوود الجزء الثاني ص 284 وفي مستدرك الحاكم الجزء 2 ص 147و ص 148وسنن البيهقي الجزء الثاني ص 171 وللشيخين عن أبي سعيد كما في تيسير الوصول الجزء الرابع ص 33.
[ ص: 169 ] ففي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة } .
وفي رواية لمسلم عن علي رضي الله عنه . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرءون القرآن يحسبونه أنه لهم ، وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لاتكلوا على العمل }
[ ص: 170 ] وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : { يقتلون أهل الإيمان ، ويدعون أهل الأوثان ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد } متفق عليه وفي رواية لمسلم : { تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما مارقة ، يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق }
فهؤلاء الذين قتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما حصلت الفرقة بين أهل العراق والشام وكانوا يسمون الحرورية .
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كلا الطائفتين المفترقتين من أمته وأن أصحاب علي أولى بالحق ، ولم يحرض إلا على قتال أولئك المارقين الذين خرجوا من الإسلام ، وفارقوا الجماعة ، واستحلوا دماء من سواهم من المسلمين وأموالهم ، فثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، أنه يقاتل من خرج عن شريعة الإسلام ، وإن تكلم بالشهادتين .
السلام عليكم و رحمة الله …. هذا الحديث في ذكر الخوراج الذين يخرجون على الأئمة والولاةويبعثون في الأرض الفساد ، فيقتلون النفوس البريئة ، ويضيعون الأمن ، والأمر بقتلهم وقتالهم ، إنما هو للولاة ونوابهم ، وليس لعامة الناسكما هو الحال في إقامة الحدود ، وإنزال التعازير والعقوبات بالمستحقين لها ،والله تعالى أعلم ،وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة أنه أمر بقتال الخوارج
أ- فقد أخرجه البخاري في كتاب المناقب في حديث رقم 3611 في باب علامات النبوة ( سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة). ب- وورد في صحيح مسلم في كتاب الزكاة حديث رقم 1606 في باب التحريض على قتال الخوارج الجزء الثاني ص 748 ( يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يحسبونه انه لهم وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لا تكلوا على العمل) وأخرج هذا الحديث أبو داوود في كتاب السنة في باب التحريض على قتل الخوارج ، حديث رقم 4768(. ج- وورد في صحيح الترمذي في أبواب الفتن الجزء التاسع ص 37 في باب صفة المارقة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص) ( يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ). د- وورد في مسند الإمام احمد ابن حنبل في الفتح الرباني في باب ذكر الخوارج في الجزء (24) صفحة 19 عن سويد بن غفلة قال: قال علي (رض) إذا حدثتكم عن رسول الله (ص) حديثا لان أخر من السماء أحب إلى من أن اكذب عليه ، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب والحرب خدعة ، سمعت رسول الله (ص (يقول ( يخرج في آخر الزمان أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ). هـ- وورد في كنز العمال حديث رقم 30949 عن الرسول (ص) قال ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البرية ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة). و- وورد هذا الحديث بنفس الألفاظ أو بلفظ آخر في صحيح البخاري عن علي (رض) حديث رقم 5057، حديث رقم 6930، كما ورد في صحيح البخاري أيضا عن طريق ابن سعيد في كتاب التوحيد حديث رقم 7432 كما أخرجه البخاري أيضا في باب المغازي حديث رقم 4351 وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة حديث رقم 1064 في باب ذكر الخوارج وصفاتهم الجزء الثاني ص 741 وص 742، وأخرجه أبو داوود في كتاب السنه حديث رقم 4764 في باب قتال الخوارج ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في الجزء الثاني ص 170 وفي تيسير الوصول في الجزء الرابع ص 32- عن صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبى داوود وصحيح النسائي وسنن ابن ماجة وورد أيضا في سنن أبو داوود الجزء الثاني ص 284 وفي مستدرك الحاكم الجزء 2 ص 147و ص 148وسنن البيهقي الجزء الثاني ص 171 وللشيخين عن أبي سعيد كما في تيسير الوصول الجزء الرابع ص 33. [ ص: 169 ] ففي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة } . وفي رواية لمسلم عن علي رضي الله عنه . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرءون القرآن يحسبونه أنه لهم ، وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لاتكلوا على العمل } [ ص: 170 ] وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : { يقتلون أهل الإيمان ، ويدعون أهل الأوثان ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد } متفق عليه وفي رواية لمسلم : { تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما مارقة ، يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق } فهؤلاء الذين قتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما حصلت الفرقة بين أهل العراق والشام وكانوا يسمون الحرورية . بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كلا الطائفتين المفترقتين من أمته وأن أصحاب علي أولى بالحق ، ولم يحرض إلا على قتال أولئك المارقين الذين خرجوا من الإسلام ، وفارقوا الجماعة ، واستحلوا دماء من سواهم من المسلمين وأموالهم ، فثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، أنه يقاتل من خرج عن شريعة الإسلام ، وإن تكلم بالشهادتين .
|
وورد في صحيح مسلم في كتاب الزكاة حديث رقم 1606 في باب التحريض على قتال الخوارج الجزء الثاني ص 748 ( يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يحسبونه انه لهم وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لا تكلوا على العمل
بارك الله فيك و تقبل الله صيامكم وقيامكم . هذا الحديث الله أعلم يخص الخوارج واما الحديث الذي انت أثبته جزاك الله ففي نفسي شىء لا ابوح به فان لم يخص الخوارج فهو يخص الدواخل ومشتقاتها .
من فتح الباري شرح صحيح البخاري
قَوْله ( سَيَخْرُجُ قَوْم فِي آخِر الزَّمَان ) |
بارك الله فيك ياأمجد