هل يملك أحدنا الماء !!!

السلام عليكم

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ
سورة الملك الآية 30

عجبت من توظيف لفظة (ماؤكم) !
كل منا حين يقرأ الآية لا يفهمها إلا وكأنها جاءت هكذا (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ الماء غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)
لماذا جُعل الماء (ملكية خاصة) في هذه الآية … مع أن كل البشر مشتركون فيه !!!

فما رأيكم ؟

حيّاكم الله.

—–

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

فكرت كثيرا في سؤالك و لكن ما خطر ببالي اظنه بعيد عن التفسير الحقيقي…
أظن ان الجواب استعصى على الاخوة و الاخوات و من يوم وضعت الموضوع و انا بانتظار الجواب…فهلا تكرمت علينا به يا استاذ…؟؟؟

—–

السلام عليكم

نعم يا أختي رحيل لقد جعلنا الأخ الفاضل (وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناته ) بسؤاله هدا نعيش في رحاب هاته الاية طيلة أسبوع و لقد كتبت العديد من التأملات في تفسير بن كثير لها لكن وجدتها خارج المعنى

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

كل النعم منه عز و جل و ملك له وحده
الماء الغائر هو الماء الداهب في الأرض لا تناله الدلاء
الماء المعين هو الماء الطاهر العذب الجاري الظاهر للعين
قيل في تفسير (قل) أي قل يا محمد للمشركين
وهدا يدفعنا للنظر إلى حال المشركين مع نعم الله عز و جل
المشرك جاحد لنعم الله عليه وقد ملكه الله أياها و يسرها له بأن أنزلها أمطارا من السماء و أنهار وأبارا تجري في الأرض وغالبا ما يجحد الإنسان أي نعمة لما يرها ميسرة له و بين يديه فيجعلها ملك له يتصرف فيها بإرادته و يمنعها عن غيره ولا يرى أنه مدين لأحد بها
فخاطبهم الله عز وجل (مجرد تأمل قد أخطئ فيه ) بعقولهم مادا لو أصبح ماؤكم( الذي تزعمون أنه ملككم) داهبا في الأرض لا يمكن استخراجه بالدلاء
هنا سيستشعر هؤلاء أن هاته النعمة العظيمة (وهي نعمة الحياة ”الماء”) يستشعرون فقرهم وضعفهم وعجزهم وحاجتهم للخالق كي يجود عليهم بنعمته وهو استشعار للعبودية بعدما كانوا يعتبرون أنفسهم ملوك
”فمن يأتيكم بماء معين”
بعد التنبيه الأول لهده النعمة يأتي التأكيد بالسؤال
فمن يأتيكم بماء طاهر
هنا يجد المشركين أنفسهم مرغمين على قول إجابة واحدة
وهي رب العالمين
خالق النعم
و مسخرها
مانحها
والقادر على منعها
مرسلها
و القادر على إمساكها

أرجوا من الأخوة المتمكنين أن يمروا على هده التأملات ويفيدوني علي قد خرجت عن التفسير أو ما إلى ذلك

بارك الله فيكم

—–

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيل

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

فكرت كثيرا في سؤالك و لكن ما خطر ببالي اظنه بعيد عن التفسير الحقيقي…
أظن ان الجواب استعصى على الاخوة و الاخوات و من يوم وضعت الموضوع و انا بانتظار الجواب…فهلا تكرمت علينا به يا استاذ…؟؟؟

السلام عليكم

يجب أن أحمد الله على أني وُفقت مرتين في هذا الموضوع … مرة لما وقفت عند هذه الآية … والمرة الثانية لما شعر القارئ الكريم أن هناك معاني أخرى تحملها هذه الآية التي جعلت الماء ملكية خاصة من خلال سورة إسمها سورة الملك .

أما بالنسبة لإنتظارك الجواب الشافي لتلك الإشارة التي جاءت بها هذه الآية …
أقول … ليس مهما أن يُعرف رأيي في المسألة بل الأهم من هذا هو كيفية الوصول إلى الراي الذي إطمأننت إليه من بين ما خطته كتب التفسير وما قيل حول هذه الآية ليومنا هذا .

وأما إذا لخصت رأيي في المسألة … فأقول وبالله التوفيق أن توظيف لفظة (ماؤكم) يشير حقا إلى الماء الذي نملكه وهو الماء الذي يسري في أجسادنا …ولعل هذا القول يحتاج منا الكثير من التفصيل والتمعن في النظر إلى خلق الإنسان وربط الآيات والأحاديث بما يدور داخل جسم الإنسان

ومما يزيد الإنسان عجبا هو أن القرآن أشار إلى الملكية الخاصة للماء فيما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النار ملكية خاصة لكل البشر !

أسعدني تفاعلك … بارك الله لك .

—–

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **مسلمة **
السلام عليكم

نعم يا أختي رحيل لقد جعلنا الأخ الفاضل (وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناته ) بسؤاله هدا نعيش في رحاب هاته الاية طيلة أسبوع و لقد كتبت العديد من التأملات في تفسير بن كثير لها لكن وجدتها خارج المعنى

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

كل النعم منه عز و جل و ملك له وحده
الماء الغائر هو الماء الداهب في الأرض لا تناله الدلاء
الماء المعين هو الماء الطاهر العذب الجاري الظاهر للعين
قيل في تفسير (قل) أي قل يا محمد للمشركين
وهدا يدفعنا للنظر إلى حال المشركين مع نعم الله عز و جل
المشرك جاحد لنعم الله عليه وقد ملكه الله أياها و يسرها له بأن أنزلها أمطارا من السماء و أنهار وأبارا تجري في الأرض وغالبا ما يجحد الإنسان أي نعمة لما يرها ميسرة له و بين يديه فيجعلها ملك له يتصرف فيها بإرادته و يمنعها عن غيره ولا يرى أنه مدين لأحد بها
فخاطبهم الله عز وجل (مجرد تأمل قد أخطئ فيه ) بعقولهم مادا لو أصبح ماؤكم( الذي تزعمون أنه ملككم) داهبا في الأرض لا يمكن استخراجه بالدلاء
هنا سيستشعر هؤلاء أن هاته النعمة العظيمة (وهي نعمة الحياة ”الماء”) يستشعرون فقرهم وضعفهم وعجزهم وحاجتهم للخالق كي يجود عليهم بنعمته وهو استشعار للعبودية بعدما كانوا يعتبرون أنفسهم ملوك
”فمن يأتيكم بماء معين”
بعد التنبيه الأول لهده النعمة يأتي التأكيد بالسؤال
فمن يأتيكم بماء طاهر
هنا يجد المشركين أنفسهم مرغمين على قول إجابة واحدة
وهي رب العالمين
خالق النعم
و مسخرها
مانحها
والقادر على منعها
مرسلها
و القادر على إمساكها

أرجوا من الأخوة المتمكنين أن يمروا على هده التأملات ويفيدوني علي قد خرجت عن التفسير أو ما إلى ذلك

بارك الله فيكم

السلام عليكم

القرآن الكريم معجزة الإسلام الكبرى، وآيته المبهرة إلى يوم الدين، فهو الذى لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضى عجائبه، ولا يخلَق (لا يضعف) على كثرة الرد، (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِن خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:41،42)

بارك الله فيك على هذه الإضافة التي لا تخرج في معانيها عما تحمله الآية من معان كونية … والإنسان عبارة عن كون مصغر له سماؤه (حسب ما تفهمه العرب) و أرضه (حسب العرب) وتسري فيه الأنهار … فإذا أسن ماؤه … أصبح ماؤه غورا (بعيد المنال بمعنى غير معين) فمن يجعل الماء الذي يدخل جوفنا ماء معينا … لن يقدر على ذلك أحدا من دون الله .

هناك الكثير من الآيات الكونية التي يذكر فيها السماوات والأرص تنطبق تماما مع وصف خلق الإنسان

ما الذي يحدث لو تناولنا القرآن الكريم بهذه القراءة بإسقاط بعض الآيات الكونية على الإنسان ؟

أسعدني تفاعلك … وبارك الله فيك .

—–

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البليدة
السلام عليكم

القرآن الكريم معجزة الإسلام الكبرى، وآيته المبهرة إلى يوم الدين، فهو الذى لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضى عجائبه، ولا يخلَق (لا يضعف) على كثرة الرد، (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِن خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:41،42)

بارك الله فيك على هذه الإضافة التي لا تخرج في معانيها عما تحمله الآية من معان كونية … والإنسان عبارة عن كون مصغر له سماؤه (حسب ما تفهمه العرب) و أرضه (حسب العرب) وتسري فيه الأنهار … فإذا أسن ماؤه … أصبح ماؤه غورا (بعيد المنال بمعنى غير معين) فمن يجعل الماء الذي يدخل جوفنا ماء معينا … لن يقدر على ذلك أحدا من دون الله .

هناك الكثير من الآيات الكونية التي يذكر فيها السماوات والأرص تنطبق تماما مع وصف خلق الإنسان

ما الذي يحدث لو تناولنا القرآن الكريم بهذه القراءة بإسقاط بعض الآيات الكونية على الإنسان ؟

أسعدني تفاعلك … وبارك الله فيك .

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي محمد

طبعا واضح ذوقك الادبي والاهتمام البالغ بالتأمل في آيات الله والبيان وغيرها

رغم أني أهاب الدخول في مثل هذا، لأني فاقد أهليته ومبادئه كما أخبرتك من قبل، لكن أشكل علي هذا الكلام

اقتباس:
ما الذي يحدث لو تناولنا القرآن الكريم بهذه القراءة بإسقاط بعض الآيات الكونية على الإنسان ؟

فعندي إشكال وهو حمل كلام الله على غير مراده، هل يمكن أن يدخل فيه مثل هذا التناول ؟

بورك فيك

—–

بارك الله فيكم

—–

أضف تعليق